معالي وزير التربية والتعليم العالي
ايها الحفل الكريم
مع كل تطور تكنولوجي ناتج عن فعل العقل البشري، تتشكل هواجس انسانية حول كيفية التعامل مع مخرجاته لجهة استيعابه و التكيف معه او مواجتهه.
فمن التزاوج الذي حصل بين الهاتف وجهاز التلفزيون والذي انتج الكمبيوتر ،الى الاندماج بين الهاتف والتلفزيون والكمبيوتر الدي يتجلى اليوم في الهواتف النقالة ، الى التطور المتسارع في عالم الذكاء الاصطناعي الذي اصبح مصطلحا شاملا للتطبيقات التي تؤدي مهام معقدة في مختلف مجالات الحياة تحاكي القدرات الذهنية للبشر.
و مع الاعتقاد السائد انها تتفوق عليهم في كثير من الاحيان، الا انها تبقى دائما ادوات طورها الانسان لخدمته ومساعدته في انجاز مهامه بدقة وسرعة عالية.
ايها المؤتمرون
لقد اردتم ان يبحث مؤتمركم اليوم في التحديات والفرص التي تواجه التربية والتعليم في زمن الذكاء الاصطناعي،وهذا الموضوع يشغل اليوم معظم مراكز البحث في العالم.
انني ، اذ اؤكد على اهمية البحث في هذا الموضوع ، اقول ان فعاليةالتعامل مع اي تطور تقني تكمن في حسن الاستخدام ، فالذكاء الاصطناعي يعتبر اداة قوية لتحسين العملية التربوية والتعليمية وتطويرها . وهذا يتطلب برامج تعليمية تاخذ بعين الاعتبارقدرات المتعلم واحتياجاته من خلال انتاج محتوى تعليمي مبتكر وجذاب .
بالمقابل ، نرى انه على المؤسسات التعليمية في كافة المراحل ،ان تعمل على تحسين وتطوير البنى التحتية اللازمة لتوظيف هذا التطورعلى اكمل وجه،
والجامعة اللبنانيه ، تعمل حاليا ، تطبيقا لاستراتيجيتها المعلنة 2024_2028 على تطوير قدراتها التقنية من خلال مشروع التحول الرقمي الذي سيرى النور في القريب العاجل والذي سيشمل رقمنة معظم الاجراءات الادارية والاكاديمية والمالية والخدماتية في كل فروع كليات ومعاهد الجامعة ومراكزها،
وستكون الجامعة اللبنانية السباقة في هذا المجال ، لانه سينقلها الى المكننة الشاملة ويحولها مؤسسة خالية من الاوراق وفق اعلى المعايير العالمية مما يجعلها نموذجا يحتذى في القطاعين العام والخاص على حد سواء.
ايها الحفل الكريم
من الطبيعي ان يكون هناك تحديات ناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التربية والتعليم ، ولعل ابرزها التحديات الاخلاقية والخصوصية التي يجب مراعاتها وحفظ سرية بيانات الطلاب وتجنب التمييز ، اضافة الى جودة البياتات التي تشل الركيزة الاساسية للذكاء الصطناعي في عملية التعليم .
كما يشكل الخوف من تنامي البطالة في الوظائف التعليمية والادارية ،احد التحديات الكبرى اضافة الى التحديات الاقتصادية التي تتطلبها عملية الاستثمارلتوفير بنى تحتية قوية قادرة على تطوير وتنفيذ نظم الذكاء الاصطناعي.
مقابل هذه التحديات ، لا بد من نظرة ايجابية الى الفرص التي يمكن ان يقدمها الذكاء الاصطناعي ، والتي نتطلع ان تتبلور في نتائج مؤتمركم الذي يضم نخبة من الخبراء والاخصائيين من الجامعة اللبنانية والجاامعات العربية والدولية.
اخيرا ، اتوجه بالشكر لكل الذين عملوا على اعداد هذا المؤتمر واتمنى لكم النجاح والتميز
عشتم ، عاشت الجامعة اللبنانية مركزا دائما للبحث والتبادل المعرفي ،عاش لبنان.